وضع البول في القهوة لجلب الحبيب،السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم في موقع فضيلة العلامة الدكتور عثمان درويش
أختي الغالية، إن وضع دم الحيض في القهوة لجلب الحبيب ليس إلا نوعا من أنواع السحر
المحرم، ثم يكون مرافقًا لبعض القراءات، حيث لا ينعقد السحر إلا بوجود
النجاسات وثم القذارات المختلفة، ليسهل استدعاء الشياطين، ووضع دم الحيض
مضر في الصحة النفسية ثم الجسدية، والدين، وليس مفيدًا في تغيير القدر!!!
أما ضرره الصحي: فلن تجدي في الطب أبحاثًا تذكر لك هذا، ولكني رأيت
بنفسي من أصيب بالتهابات في الفم ثم آلام في المعدة وثم الأمعاء، ولم يؤثر فيها
علاج ولا دواء، إلا الرقية الشرعية، ومنهم من بقيت آثار الآلام عليه مدة طويلة
من الزمن بعد الرقية. وهذا هو المشتهر أيضًا بين الرقاة الموثوقين
ثم اقول (ولا دخل لي بالدجاجلة). فلا أنصحك أن تخاطري ثم تجربي لتتأكدي!!
وبالنسبة للآثار النفسية، قد تظهر بعض علامات الاكتئاب، أو غيرها من
قلة التركيز وقلة النوم، ونحو هذا، ولا تعالج أيضًا بالأدوية، وإنما تحتاج
إلى رقية، وهذه أيضًا قد تبقى آثارها إلى ما بعد الرقية وحينها تحتاج إلى علاج دوائي...
وضع البول في القهوة
وأما ضرره في الدين: 1- السحر كبيرة من الكبائر العظام، و ثم في الحديث الصحيح الذي
رواه البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات.
قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس
التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)). ومن السحر ما يكون مكفِّرًا
وذلك إذا حوى كلمات فيها كفر.
2- فيه إضرار بالعقيدة حيث يجعل الإنسان يعتمد على الأسباب المحرمة،
وعلى الشياطين التي ترعى السحر، ويترك الخالق، كما أنه يدلّ على
اعتراض على قدر الله تعالى، ثم التجاء للمعصية للخلاص
من البلاء بدل اللجوء للدعاء والتضرع.
3- فيه إضرار بآخرة من لجأ إلى السحر: وروى الإمام أحمد في مسنده
والحاكم في مستدركه ثم غيرهما: قال صلى الله عليه وسلم:
((ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَقَاطِعُ رَحِمٍ وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ)).
وضع دم الحيض في القهوة لجلب الحبيب
وفي هذا وعيد شديد على التصديق بأن السحر مؤثر بذاته وليس بأمر
الله وقدرته، ووعيد على الالتجاء إليه دون القادر جل جلاله.
ثم قال الإمام الذهبي في كتابه الكبائر أن من أنواع السحر التي تدخل فيه:
(عقد الرجل عن زوجته وهو سحر، وفي محبة الرجل للمرأة
وبغضها له، وأشباه ذلك، بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال).
كذلك صرح سائر الفقهاء في كتبهم أن من أنواع السحر المحرم ما تفعله
المرأة من كتابات وأشباهها ليحبها زوجها. ثم قال الذهبي: (وحد الساحر [أي عقوبته]
القتل، لأنه كفر بالله، أو ضارع الكفر [أي شابهه]).
أخيرًا بالنسبة لفائدة السحر في تغيير القدر:
مما عُرف بين الناس وجُرِّب مرارًا وتكرارًا، أنه ما من
زيجة بنيت على السحر إلا وكان عاقبتها الطلاق!
ورأيت بنفسي حالتين، إحداها تم الطلاق بعد أن أصبح لدى الزوجين
أولاد عدة، وانقلب الحب والهيام الذي سببه السحر إلى بغض مقيت
لم يعد يطيق الزوج معه البقاء مع زوجته ولا لساعة… والحالة الأخرى
حصل فيها الطلاق بعد شهر من الدخول، والمؤسف في الأمر أن
الزوجين طبيبان، فأين الثقافة وأين الطب؟!!! قامت الزوجة بسقاية زوجها
بعد الزواج شيئًا –ربما دم الحيض- حتى يسمع كلامها دون أهله ولأهداف
من هذا القبيل…، فأصيب بالتهاب في الفم، واصفرّ وجهه ونحل بدنه،
وتشوش فكره واضطر لأخذ المهدئات!! وبحمد الله تعالى اكتشف ذلك
سريعًا فقرأ الرقى وزال عنه السحر قبل أن يستحكم
الضرر والمرض في جسده…، وطلق زوجته!!!
وضع البول في القهوة
أختي الكريمة:
لنفرض (وهو مجرد احتمال) لنفرض أن إحداهن سقت زوجك شيئًا ليميل إليها،
ثم ماذا ستفعلان بالرجل إن سقيته أنت أيضًا؟؟؟؟ أليس من الأفضل
حينها أن يعالج من سقايته بدل أن تصبح بطنه قِدْرَ ساحرة؟
أرجو ألا يدخل الشك والوهم إلى قلبك من عبارتي الأخيرة، إنما هي
مجرد صورة واحتمال من ضمن احتمالات كثيرة جدًا….، لكل شيء أسباب،
ثم عليك أن تنظري في أسباب انقلاب زوجك فتعالجيها، لا أن تقابليها بأشياء
أخرى محرمة لا علاقة لها بما يجري... حاولي معرفة الأسباب،
ثم الاستعانة بأهلك وأهله لحلها، واستعيني بالدعاء والتضرع والالتجاء
إلى الله تعالى، وقراءة القرآن…، فهذا خير مما أنت مقبلة عليه….
